Dr. Amr Essam Clinic

تحديد طريقة الولادة: طبيعية أو قيصية

الحمل و الولادة

منذ اليوم الاول للحمل و يكون سؤال الولادة و كيفيتها مطروحا و في كثير من الاحيان مصدر للقلق. و الحقيقة أن الولادة في الاصل هي الولادة الطبيعية.. طبيعية في بدايتها و تقدمها و خروج المولود لحياته الجديدة.

و الولادة الطبيعية هي النتيجة المتوقعة لانقباضات رحم طبيعية تدفع الجنين للمرور برأسه من حوض مناسب  موسعا لأنسجة قناة الولادة (عنق الرحم - المهبل - العجان) خلال مدة زمنية مناسبة و بدون إعياء له أو لك.

تضمنت العبارة السابقة سبعة شروط لحدوث الولادة الطبيعية و فقدان أحد هذه الشروط يكون أحد أسباب إجراء ولادة قيصرية، و هنا يجب أن نذكرك أن بعض هذه الشروط ممكن تشخيصها أثناء الحمل، و في هذه الحالة يتم تحديد طريقة الولادة القيصرية و إجرائها قبل بدء الولادة الفعلية و بعض هذه الشروط لا يتم تشخيص اعتلالها إلا أثناء الولادة و في هذه الحالة تبدأ الولادة بصورة طبيعية و لكن تتحول إلى ولادة قيصرية فيما بعد.

سنركز الآن عليك.. فالهدف هو التوعية لك و لأسرتك للوصول إلى ولادة آمنة لكي و للمولود القادم بإذن الله.

الشرط الأول هو انقباضات رحمية طبيعية:

وهذا من الشروط التي يتم تشخيصها أثناء الولادة الفعلية و لكن يمكنك توقع أن الانقباضات طبيعية طالما أن تقدم الولادة يسير بصورة جيدة بمعنى أن عنق الرحم يتوسع بمقدار 1 سم في الساعة على الأقل.

 

الشرط الثاني هو مرور الجنين برأسه:

و هذا من الشروط التي يتم تشخيصها أثناء الحمل أو أثناء الولادة.

فعدم مجيء الجنين برأسه (مجيء بالمقعدة أو الكتف) يعني أن الولادة الطبيعية تمثل خطر غير مبرر و الولادة بقيصرية أأمن لكي و لطفلك.

أما أثناء الولادة فمن الممكن مجيء الجنين برأسه و لكن بصورة لا تناسب الولادة الطبيعية.. فدخول و خروج رأس الجنين من الحوض يشبه تماما دخول رأس الطفل بملابسه، فحين يدفع الطفل برأسه ليمررها من ملابسه يجب أن يمر بأم رأسه.. أما لو مالت رأسه فلن تمر..كذلك أثناء الولادة قد تميل رأس الجنين أو تنفرد أثناء الولادة فلا تمر من الحوض و يتم اللجوء للولادة القيصرية.

 

الشرط الثالث هو الحوض المناسب:

و هذا الشرط ممكن تشخيصه بالفترة الأخيرة من الحمل أو أثناء الولادة حيث أن التشخيص ليس ضيق أو اتساع الحوض  و لكن التشخيص هو هل حوضك مناسب لطفلك أم لا؟ قد يكون الحوض جيدا و لكن الطفل أكبر من أن يمر منه و قد يكون الحوض صغيرا و الجنين أيضا فيمر بسهولة. و لذلك تشخيص أن الحوض مناسب أم لا قد يكون بنهاية الحمل إذا أتضح أن حجم الجنين أكبر من أن يمر بالحوض أما التشخيص الأغلب هو حين تأخذي فرصتك للولادة الطبيعية و تتضح صعوبة مرور الجنين أثناء تقدم الولادة و الذي يكون بطيئا و غير طبيعي.

 

الشرط الرابع هو توسع الانسجة

و هذا الشرط لا يتم تشخيصه إلا أثناء الولادة و المعني به هو عنق الرحم الذي قد لا يتوسع لسبب خاص بتكوين أنسجته سواء خلقيا أو نتيجة عمليات سابقة بعنق الرحم.

 

الشرط الخامس هو المدة المناسبة

و هذا في الحقيقة هو أهم شرط. فحين يعتل أي من عناصر الولادة سواء قوة الدفع (الطلق) أو المدفوع (الجنين) أو الممر (الحوض و الأنسجة) ينعكس هذا على معدل اتساع عنق الرحم ليتباطىء أو يتوقف تماما. و الطبيعي ألا يقل معدل اتساع عنق الرحم عن 1.2 سم في الساعة للولادة الأولى و 1.5سم في الساعة للولادة المتكررة، و ما هو أقل من ذلك فهو انعكاس لمشكلة في أحد عناصر الولادة السابق ذكرها و يتم اللجوء للولادة القيصرية إذا استمر البطء أو توقف الاتساع لمدة 4 ساعات تقريبا (قد تقل أو تطول حسب حالة الولادة و الام و الجنين).

 

الشرط السادس هو بدون إعياء الجنين

و قد يكون إعياء الجنين أثناء الولادة متوقعا أو حدث فعلا و في الحالتين يتم توليد الجنين بأسرع الطرق الممكنة. فلو كان إعياء الجنين متوقعا مثل أن يكون هناك علامات قصور بوظائف المشيمة يتم تحديد موعد للولادة القيصرية و إجرائها بدون تعريض الجنين لمخاطر الولادة الطبيعية. أما أثناء الولادة لو ظهر إعياء الجنين (عدم تحمل الجنين للإنقباضات الرحمية و بالتالي تعرضه للاختناق المؤقت اثناء الانقباضات) فلو كان عنق الرحم في تمام الاتساع و ليس هناك ما يمنع الولادة بمساعدة الشفط يتم اللجوء لذلك أما لو كان عنق الرحم لم يصل تمام اتساعه بعد يتم اللجوء للولادة بعملية قيصرية حفاظا على حياة الجنين و صحته.

 

الشرط السابع هو بدون إعياء الأم:

و إعياء الأم عادة حين تكون هناك مشاكل طبية مصاحبة للحمل مثل السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب..الخ و لكل حالة شروط للجوء لعملية قيصرية و ليس بكل الحالات. أي ليس كل مريضة لديها سكر مع الحمل يتم إجراء قيصرية بل بعض الحالات فقط و عند توفر شروط معينة لكل حالة.

و يبقى سؤال كثيرا ما يتم طرحه على طبيب التوليد:" هل الولادة الطبيعية أفضل أم الولادة القيصرية؟"

و الاجابة هي:

الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية بلا شك و القيصرية أفضل من الولادة غير الطبيعية بلا شك.

بمعنى:

حين تبدء آلام المخاض فليس هناك سبب خارجي يمنع تقدم الولادة و حدوثها بصورة طبيعية.. فلو لم تحدث و بدا أن الولادة تسير بصورة غير طبيعية فالأفضل و الأءمن لكي و لطفلك إجراء ولادة قيصرية.  

مع تمنياتي بولادة آمنة

د.عمرو عصام